تجارب شخصية

مراهقتي...المرهقة
أوتعرفين زمن التعب، زمن الغضب، زمن الوحدة المستوحدة بين الحشود؟ زمن القسوة واللغط والغوغاء؟ كم اختلفت الأزمنة يا صديقتي وكم اختلفت أنا معها...
 في البداية كان الحلم، لا زلت أذكر أيام حلمت خلالها مطولاً، لم تكن كلها وردية بل في أغلبها حمراء لكن طعمها كان حلو المذاق كما ألوانها البراقة. في حديقتي السرية ترعرعت حالمة صغيرة وثائرة جامحة أبلل شفتاي برطوبة الأرض هي تغمرني وأنا أتلاشى فيها فيأخذ جلدي وصولاً لقلبي بعض حمرتها القانية، رأيت الطيور تلحق الغيمات فأردت أن أحلّق معها، رسمت العيون التي تحدق بالشمس بتحد جعلتها ترتسم على وجهي، تنكرت لكل الآلهة المستبدة ثم تنكرّت لقطرات الندى التي تسيل على جسدي رحيقاً وتخترقني حتى العظم أريجاً فحياةً فوجوداً...وغرق وجودي في وجود متفلّت فوضوي مستغرق في وجوديته وتغنيت بكل اللاءات الممكنة وغير الممكنة حتى أخذني التعب في زمن التعب فتركت النوم يسرقني دهوراً لأحلام قاتمة بلا ألوان هي أشبه بظلال وأشباح متنكرة  فأصبح جسدي أصفراً جافاً وقلبي كبئر خاوية يصرخ فيها يوسف من وجع الخيانة ولكن ما من صدى وهاجرت الطيور بلا عودة ولم تترك لي أي غصن زيتون أهتدي به وأصبحت الشمس قاسية وقحة السطوع تحرق أيامي كما أفكاري وتملكني الحزن عميقاً كمعصية...وقعدت في زاويتي لوحدي، أصلي لوحدي... وأستعطف لوحدي لقليل من الماء أعّمد به ما بقي مني.

ج. أ

No comments:

Post a Comment

عرض حول الإدمان